الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات: تعريف شامل
تعريف الاتحاد
الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) هو منظمة غير حكومية ومستقلة، ويعد من أبرز المنظمات الدولية التي تمثل مصالح المكتبات ومرافق المعلومات والمستفيدين منها. يُعتبر هذا الاتحاد صوتاً مهنياً للمكتبيين والموثقين حول العالم، حيث يضم أعضاءً من 150 دولة.
نبذة عن التأسيس
تأسس الاتحاد في أدنبره، اسكتلندا، عام 1927، كبداية لمجموعة صغيرة من جمعيات المكتبات الوطنية والجامعية. يُعتبر الاتحاد من أوائل المنظمات غير الحكومية التي لا تهدف للربح، حيث كان هدفه تعزيز المكتبات وتوفير منتدى للتواصل وتبادل الأفكار والتجارب، خاصةً في مجال الببليوغرافيا.
مع مرور الوقت، تطور الاتحاد استجابةً للثورة التقنية، مما أدى إلى تعزيز الفهم والتعاون الدولي. إن الانفجار المعرفي وزيادة المعلومات ساهمت في تقوية التعاون بين المكتبات على الصعيد الدولي.
على مر السنين، واجه الاتحاد تحديات اجتماعية وسياسية ومعارضة أيديولوجية. بدأ نشاطه بشكل أساسي في أوروبا وأمريكا الشمالية، ثم توسع ليشمل جمعيات المكتبات في دول مثل الصين والهند واليابان والفلبين ومصر وفلسطين، مع زيادة نشاطه بعد الحرب العالمية الثانية. ومنذ عام 1971، تتخذ الأمانة العامة للاتحاد من المكتبة الوطنية في هولندا مقراً لها.
اللغات المعتمدة
يستخدم الاتحاد سبع لغات عمل تشمل: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية، الإسبانية، العربية، والصينية، حيث تعتبر اللغة العربية والصينية من أحدث اللغات المعتمدة.
الأهداف
تتعدد أهداف الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، ومن أبرزها:
تعزيز التعاون الدولي: يعزز الاتحاد التفاهم والتعاون والنقاش في مجالات علم المكتبات، مثل الببليوغرافيا ومرافق المعلومات وتدريب العاملين.
تنظيم الأبحاث والدراسات: يتولى الاتحاد تنظيم الأبحاث والدراسات وتجميع وتصنيف ونشر المعلومات المتعلقة بالمكتبات.
تنظيم الفعاليات: يقوم بتنظيم الاجتماعات والفعاليات المتخصصة، والتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى في مجالات المعلومات والتوثيق والأرشفة.
تطوير المعايير: يسعى الاتحاد إلى تطوير المعايير العالية لاقتناء وتجهيز المكتبات، وتشجيع الفهم العام لقيمة المكتبات ومرافق المعلومات.
القيم الأساسية
يستند الاتحاد إلى مجموعة من القيم الأساسية، تشمل:
حرية الوصول إلى المعلومات:
يؤمن الاتحاد بحق الجميع في الوصول إلى المعلومات والأفكار والأعمال الإبداعية، وهو ما يتماشى مع المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الوصول العادل:
يدعو الاتحاد إلى ضمان وصول الأفراد والمجموعات إلى المعلومات، مما يعزز رفاههم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
تمكين الأعضاء:
يسعى الاتحاد لتمكين جميع أعضائه من الانخراط في الأنشطة بغض النظر عن خلفياتهم.
اقرأ أيضًا:
العضوية
ينقسم الأعضاء الناخبون في الاتحاد إلى نوعين:
1. الجمعيات والمؤسسات:
تشمل جمعيات المكتبات ومرافق المعلومات، ومدارس المكتبات، وجمعيات المعاهد الببليوغرافية.
2. الأفراد المهنيون:
يمكن للعاملين في المكتبات الانضمام كأعضاء مشاركين، لكن دون حق التصويت.
تقوم هيكلة الاتحاد على المبادئ الديمقراطية، حيث تُعقد الجمعية العامة كهيكل إداري يتضمن ممثلين عن مختلف الأعضاء، ويكون لهم الحق في اقتراح وانتخاب الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية.
يستمر الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في لعب دور حيوي في تعزيز المكتبات على مستوى عالمي، مع التركيز على التعاون والتفاهم بين جميع الأعضاء.
ختام المقال
يعتبر الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات من المنظمات الرائدة في تعزيز المكتبات ومرافق المعلومات على مستوى العالم. من خلال توفير منصة للتعاون الدولي وتبادل المعرفة، يسهم الاتحاد في تطوير معايير مهنية عالية تعزز من جودة الخدمات المكتبية. كما يلعب دورًا مهمًا في الدفاع عن حق الأفراد في الوصول إلى المعلومات والأفكار، مما يساهم في تحقيق رفاهية المجتمع بشكل عام. من خلال التزامه بالقيم الأساسية مثل حرية التعبير والمساواة، يعمل الاتحاد على تعزيز شبكة عالمية من المكتبيين والموثقين، مما يضمن أن تظل المكتبات مركزًا حيويًا للمعرفة والإبداع في جميع أنحاء العالم. إن التعاون المستمر والتكيف مع التغيرات التقنية والاجتماعية هو ما يجعل الاتحاد فاعلاً ومؤثرًا في مجال المكتبات والمعلومات.