مشاكل التغذية في حالات الطوارئ

مشاكل التغذية في حالات الطوارئ



مشاكل التغذية في حالات الطوارئ

مقدمة 

يعد النقص الحاد في الغذاء والأوبئة من الأسباب الرئيسية وراء سوء التغذية وظهور "حالات الطوارئ الغذائية". في ظل الكوارث الطبيعية أو النزاعات، يصبح تأمين غذاء كافٍ وغني بالعناصر الغذائية أمراً حيوياً للبقاء على قيد الحياة، خاصة للفئات الأكثر تأثراً مثل الأطفال والحوامل والمرضعات.

أنواع سوء التغذية


هناك ثلاثة أنواع رئيسية لسوء التغذية:

1. سوء التغذية الحاد:

هذا النوع هو الأكثر خطورة، وإذا لم يُعالج في الوقت المناسب قد يؤدي إلى الوفاة. يتميز بالهزال الشديد حيث يفقد الجسم كميات كبيرة من الدهون والعضلات، أو ظهور الانتفاخات (الأوديما) في الأطراف السفلية.

2. سوء التغذية المعتدل:

يُقاس هذا النوع باستخدام مؤشر الوزن مقابل الطول أو قياس محيط منتصف العضد. يعتمد التحليل على تحديد من يعانون من انخفاض الوزن مقارنة بالطول.

3. سوء التغذية المزمن:

يحدث نتيجة نقص التغذية الطويل الأمد، ويؤدي إلى تأخر في النمو لا يمكن تعويضه. إذا كان نقص النمو حاداً، فإنه يشكل تهديداً للحياة.

نقص المغذيات الدقيقة


يساهم نقص العناصر الغذائية الدقيقة مثل الحديد، فيتامين (أ)، واليود في تفاقم مشكلة سوء التغذية، وخاصة بين الفئات المحرومة. كما تُلاحظ حالات نقص فيتامين (ج) و(ب1) والنياسين بين الأشخاص المتأثرين بحالات الطوارئ.

عوامل القابلية للتأثر


تتعدد العوامل التي تزيد من خطر سوء التغذية أثناء الطوارئ، ومنها:

الموقع الجغرافي: مثل المناطق التي تعاني من الجفاف أو الفيضانات أو المتأثرة بالنزاعات.

الحالة السياسية: كحالة الفئات المهمشة.

السكان المشردون واللاجئون: الذين يعانون من محدودية الموارد.


الفئات الأكثر عرضة تشمل:

المواليد ذوي الوزن المنخفض.

الأطفال من عمر 0 إلى 24 شهر.

الحوامل والمرضعات.

كبار السن، ذوي الإعاقة، والمصابين بأمراض مزمنة.

التغذية في حالات الطوارئ


تشمل إجراءات التغذية في حالات الطوارئ عدة محاور أساسية لمواجهة سوء التغذية:

نظام التحذير المبكر: للتنبؤ بالمجاعات والكوارث الغذائية.

توحيد تقييمات التغذية: لضمان الحصول على صورة واضحة لحالة التغذية في المناطق المتأثرة.

مراكز الاستقرار: لعلاج سوء التغذية الحاد الذي ينجم عن مضاعفات خطيرة.

حصص الغذاء المستهدفة: لتقديم الغذاء المناسب للفئات الأكثر حاجة.

الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام: للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد.

الأغذية المدمجة بالمغذيات الدقيقة: لدعم الصحة العامة.

الرضاعة الطبيعية في حالات الطوارئ: لتقوية مناعة الأطفال في ظل الظروف الصعبة.

التحول في المساعدات الغذائية


مع تزايد حالات الطوارئ الممتدة بفعل النزاعات، والتغير المناخي، وأزمات الغذاء، بدأ العالم يشهد تحولاً في نوعية المساعدات الغذائية من المعونات العينية إلى التحويلات النقدية والدعم المحلي أو الإقليمي، مع زيادة التركيز على أمن الغذاء والتغذية للتصدي لجذور سوء التغذية.

الدروس المستفادة


تستند التدابير الحديثة إلى معايير مشروع "أسفير" وتنسيق جهود الإغاثة من خلال مجموعات التغذية بقيادة اليونيسيف. تساعد الدروس المستفادة في تحسين فعالية التدخلات الغذائية خلال حالات الطوارئ، خصوصاً في توفير الرعاية المناسبة للأطفال والرضع.

ختام المقال 


إن التعامل مع مشاكل التغذية في حالات الطوارئ يتطلب استجابة سريعة وشاملة تستهدف الفئات الأكثر تضرراً وتعمل على معالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية. من خلال تنفيذ برامج تحذير مبكر، وتقديم دعم غذائي مناسب، والتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية، يمكن تقليل آثار الأزمات الغذائية. تعزيز الجهود التنسيقية بين المنظمات الإغاثية وتطبيق المعايير الدولية يضمن فعالية أكبر في مواجهة هذه التحديات، مما يسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين ظروف المعيشة للفئات الأكثر ضعفاً في أوقات الأزمات.




المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق